طموحات سعودية عالية في النخبة الآسيوية- بين التفاؤل والتحديات.
المؤلف: سلطان الزايدي10.01.2025

تشهد الأوساط الرياضية السعودية حالة من التفاؤل الجمّ بعد نتائج قرعة دور الثمانية في بطولة النخبة الآسيوية، ورغم أن هذا التفاؤل قد يكون له ما يبرره من واقع المعطيات، إلا أن عالم كرة القدم لا يعترف إلا بالنتائج الملموسة في أرض الملعب، بغض النظر عن عوامل التفوق التي تتمتع بها الأندية السعودية في هذه النسخة المستحدثة من المسابقات الآسيوية للأندية.
يتردد في أروقة الإعلام الرياضي وعلى ألسنة بعض المحللين بثقة مفرطة ترجيحات بوصول أحد الأندية السعودية إلى المباراة النهائية للبطولة، بل يذهب البعض إلى الجزم بأن طرفي النهائي سيكونان من الأندية السعودية، دون الأخذ في الاعتبار احتمالية ولو ضئيلة بأن النهائي قد يجمع ناديين من خارج المملكة.
يكمن الخطر الحقيقي في حال عدم تحقق هذه التوقعات الوردية، فمن غير المقبول بتاتًا أن تودع الأندية السعودية أدوار خروج المغلوب قبل الوصول إلى المحطة الختامية، إن مجرد تصور هذا السيناريو يُعد في تقديري الشخصي أمرًا جللًا قد يسيء إلى حجم التطور الهائل الذي تشهده الكرة السعودية ومسابقاتها المتنوعة.
لذا، فمن الأهمية بمكان أن تولي الأندية السعودية المشاركة في هذه البطولة أقصى درجات التركيز والاهتمام، ويتعين على الاتحاد السعودي لكرة القدم تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لدعم هذه الأندية في مشوارها القاري، والتعاون معها بشكل وثيق لتنسيق جدول مباريات الدوري المحلي، من خلال دراسة تأجيل بعض المباريات إذا كان لذلك تأثير إيجابي على أداء الأندية في البطولة الآسيوية.
أرى أن الأندية السعودية المشاركة تتفاوت في طموحاتها وشغفها وحماستها تجاه هذه البطولة، فالنصر والأهلي على وجه الخصوص يفترض أن يكونا الأكثر توقًا للفوز بلقب كأس النخبة الآسيوية، إلا أن البرنامج الإعدادي الذي تم وضعه خلال فترة التوقف الحالية لا يبدو مثاليًا، خاصة بالنسبة لنادي النصر، فما زال السؤال يطرح نفسه، لماذا منح المدرب «بيولي» لاعبي النصر إجازة لمدة ثمانية أيام، بينما لم تتجاوز إجازة بقية الأندية ستة أيام؟ في اعتقادي أن هذا القرار قد يضر بالفريق الذي كان من المفترض أن يخوض معسكرًا تدريبيًا خارجيًا خلال فترة التوقف!
لتجسيد الأهداف على أرض الواقع، يجب أن تتناسب الجهود والأفكار مع حجم هذه الأهداف، وأن يعكس الاهتمام والحماس في بطولات كرة القدم مدى أهمية تلك الأهداف، وهذا بدوره سينعكس إيجابًا على منظومة العمل بأكملها، وفي مقدمتها اللاعبون الذين يقع على عاتقهم الدور الأكبر في تحقيق كأس البطولة، إذا ما اعتبرنا ذلك هدفًا رئيسيًا للإدارة النصراوية.
لا زلت أؤكد معارضتي لفكرة إقالة المدرب «بيولي» في هذا التوقيت الحساس، وأختلف تمامًا مع الأصوات التي تطالب برحيله، ولكن هذا لا يعني أنني راضٍ تمام الرضا عن أدائه، بل على العكس تمامًا، فأنا أرى أن بيولي لا يقدم عملًا فنيًا متميزًا مع النصر، والمطلوب هو مناقشة أوجه القصور والاستعانة بمساعد مدرب كفء، ويُفضل أن يكون من الكفاءات الوطنية، حتى يكون هناك حوار بنّاء وتبادل للأفكار، فالنقاشات الفنية المثمرة ستثمر أفكارًا جديدة تساعد الفريق على تقديم أداء أفضل وقادر على المنافسة بقوة.
أتمنى لكم جميعًا دوام الصحة والعافية،،،